أقمشة في الديكور تروي قصصاً وتضفي الأناقة على منزلك
تُعتبر الأقمشة “نبض” ديكور المنزل، حيث تضفي الدفء والأناقة والترحيب على غرفه عبر قطع الأثاث المنجدة، الستائر، الوسائد، والسجاجيد. كما تُعزز الأقمشة الملمس وتضيف لمسة بصرية لافتة. يشبه اختيار الأقمشة لمنزلك اختيار الموسيقى في حياتك، إذ تحدد الأقمشة الأجواء وتخلق البيئة المناسبة، ما يؤثر بشكل مباشر على المزاج العام.
يمكن لتنسيق مجموعة متنوعة من الأقمشة في غرفة واحدة أن يجعل المساحة أكثر جاذبية. في هذا الدليل، نقدم لمحة عن الأقمشة المنزلية واستخداماتها وكيفية تنسيقها بذكاء في المساحات الداخلية.
جدول المحتويات
أفكار عامة عند تنسيق أقمشة الديكور
مجلس مؤثث بأقمشة فاخرة (الصورة من pexels)
عند اختيار أقمشة الديكور، تعتبر الجودة العنصر الأساسي. صحيح أن الاستثمار في الأقمشة عالية الجودة قد يتطلب تكلفة أعلى في البداية، إلا أن الفوائد طويلة المدى تجعلها تستحق العناء، خاصة من حيث المتانة والمظهر الأنيق مع مرور الوقت. عادةً ما تكون الأقمشة الفاخرة أكثر صمودًا أمام التآكل، كما تتمتع بمقاومة أفضل للبقع والبهتان، وهو ما يعد أمرًا بالغ الأهمية في المناطق ذات الحركة المرورية العالية أو في المنازل التي تحتوي على أطفال أو حيوانات أليفة.
جانب من منطقة معيشة مودرن مفتوحة مع أقمشة مختلفة الملمس يحملها كل من الكنب والوسائد والسجاد (الصورة من pexels)
يعد دمج الأقمشة المختلفة في ديكور الغرفة أمرًا جذابًا للغاية؛ إذ يمكن للجمع بين القوامات الناعمة والخشنة، اللامعة والمطفية، أن يخلق مساحة ديناميكية ومثيرة للاهتمام. على سبيل المثال، يمكن الجمع بين أريكة جلدية ناعمة وسجادة صوف فخمة، مما يُنتج تباينًا بصريًا لافتًا. بشكل عام، يمكن للأقمشة الفاخرة والناعمة مثل المخمل أو الفراء الصناعي أن تضيف دفئًا وراحة للمكان، بينما تمنح الأقمشة مثل الحرير أو الجلد إحساسًا أكثر أناقة ورقيًا.
جانب من منطقة معيشة مفتوحة، مع أريكة مزينة ببطانية ووسائد ذات أقمشة مختلفة
اختيار الأقمشة السادة والمنقوشة وتوزيعهما معًا في الغرفة هو أسلوب آخر لإضافة الملمس والاهتمام إلى ديكور المنزل. ومع ذلك، يجب تجنب المبالغة؛ إذ قد تؤدي كثرة الأقمشة المختلفة إلى خلق مساحة مزدحمة ومتعبة للعين.
من المهم اختيار ألوان الأقمشة بعناية، حيث يمكن لبعض الألوان أن تجعل المساحات تبدو أصغر. الألوان والظلال الفاتحة تُعتبر الخيار الأمثل في ديكورات المنازل الصغيرة، حيث تعزز الإحساس بالاتساع.
يجب أيضًا أن تتناسب الأقمشة مع مخطط ألوان الديكور الداخلي، لذا يجب مراعاة الألوان الموجودة على الأرضيات والجدران وقطع الأثاث الثابتة. يمكن استخدام عجلة الألوان كمرجع لتنسيق الألوان بشكل فعّال. يُمكن تحقيق تأثيرات متنوعة باستخدام مخططات الألوان الأحادية اللون، أو المتشابهة، أو التكميلية.
غرفة معيشة مودرن مع كنب ووسائد وبطانية بألوان مختلفة ومتناسقة (الصورة من pexels)
عند اختيار الأقمشة المنقوشة لأثاثك، تأكدي من أنها تتناغم جيدًا مع تصميم المساحة وأجوائها. من المثير أن يتم الجمع بين أقمشة بطبعات متنوعة في نفس الغرفة، مع مراعاة تنسيق الأنماط بشكل ذكي؛ فمثلاً، يمكن إقران نمط كبير مع نمط صغير للحصول على مظهر متماسك ومتوازن.
إذا كنتِ ترغبين في استخدام أقمشة مختلفة للتنجيد في نفس الغرفة، يُفضل ألا تتجاوزي ثلاثة أو أربعة أنواع من الأقمشة كحد أقصى.
الملمس يضيف دائمًا طبقة إضافية من العمق إلى الديكور الداخلي، لكن يجب توخي الحذر؛ فزيادة الملمس قد تؤدي إلى فوضى بصرية. في حال كانت الغرفة تبدو باهتة، يمكنك اختيار قطعة قماش ذات ملمس مميز لإضفاء الاهتمام، سواء كانت الأريكة، الستارة، السجادة أو حتى الوسائد.
18 نوعاً مختلفاً من أقمشة الديكور
مجلس أنيق تتصدره أريكة تشسترفيلد جلدية سوداء (الصورة من pexels)
تُشبه الأقمشة القصص، حيث يمتلك كلّ منها نسجًا وملمسًا فريدًا، يروي قصة تنتظر اكتشافها. هناك العديد من الخيارات التي يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار الأقمشة، حيث يتمتع كل نوع بخصائص وصفات مميزة تؤثر بشكل كبير على مدى ملاءمته للتطبيقات المختلفة. في هذا السياق، سنستعرض بعضًا من أكثر أنواع الأقمشة شيوعًا في ديكور المنزل.
القماش
في الغالب، يتم استخدام خيوط القطن القوية وخيوط الكتان، بدرجة أقل، لصناعة نسيج يُعرف باسم “الكانفا”، الذي يتميز بالقوة والمرونة والمتانة. يمكن تحسين مقاومة القماش للعوامل الجوية أو جعله مقاومًا للماء من خلال دمج القطن مع الألياف الاصطناعية، مما يجعله خيارًا مثاليًا للاستخدام في الأماكن الخارجية.
الكشمير
يتم إنتاج نوع من الأقمشة الصوفية المعروف باسم الكشمير من حيوانات الباشمينا والكشمير. تشتهر ألياف الكشمير الطبيعية بكونها ناعمة بشكل استثنائي وتوفر عزلاً ممتازًا. وعند لمس القماش، يشعر كأنه حرير بفضل دقة الألياف ونعومتها. مقارنة بصوف الأغنام، يتميز الكشمير بأنه أكثر دفئًا وأخف وزنًا بشكل ملحوظ. نظرًا لأن ألياف الكشمير رقيقة جدًا وصغيرة الحجم، غالبًا ما يتم دمجها مع أنواع أخرى من الصوف، مثل الميرينو، لتكوين مخاليط صوفية ذات وزن أكبر. في التصميم الداخلي، يُستخدم الكشمير بشكل شائع في الأغطية، الوسائد، والمفروشات.
الشنيل
يشير مصطلح “الشنيل” إلى نوع الغزل والقماش المستخدم لخلق مادة ذات ملمس ناعم. في هذا النوع من النسيج، يتم تكويم الخيوط عمدًا، ويمكن أن يُصنع من القطن، الحرير، الصوف، أو الرايون. يُستخدم الشنيل بشكل شائع في الستائر، الوسائد، وقطع الأثاث المنجدة.
الشيفون
الشيفون هو نسيج رقيق وناعم، يتميز بلمسة من اللمعان. تمنح التجعيدات الصغيرة في الشيفون القماش ملمسًا خفيفًا وخشنًا بعض الشيء عند اللمس. يتم استخدام خيوط الكريب ذات التواءات S و Z، التي تلف في اتجاهين متعاكسين، لإنتاج هذه التجعيدات. كما تتميز خيوط الكريب بتمويجات أكثر إحكامًا مقارنة بالخيوط العادية. يتناوب خيط واحد من النسيج فوق وتحت خيط واحد من السدى، ثم تُحاك الخيوط في نسج بسيط. يمكن استخدام الحرير، النايلون، الرايون، أو البوليستر كمثال على أنواع الأقمشة الاصطناعية والطبيعية التي تُستخدم في صناعة الشيفون.
القطن
غرفة نوم مميزة بغطاء السرير القطني والوسائد
القطن هو مادة ناعمة ورقيقة تتكون أساسًا من السليلوز، وهي مادة عضوية وغير قابلة للذوبان. يُغزل القطن إلى خيوط لخلق نسيج ناعم وطويل الأمد، ثم يُنسج لصناعة منتجات منزلية مثل ملاءات السرير.
الكريب
يُعرف الكريب بالقماش المصنوع من الحرير أو الصوف أو المواد الصناعية، ويتميز بملمس مجعد ومتعرج. عادةً ما يكون القماش خفيفًا إلى متوسط الوزن. يُستخدم الكريب بشكل شائع في ديكور المنزل، حيث يدخل في صناعة الوسائد، ستائر النوافذ، والمفروشات.
القماش الدمشقي
يُعرف القماش الدمشقي بالداماسك، ويتميز بزخرفته أثناء عملية النسج باستخدام نول جاكار. هناك نوعان من القماش الدمشقي: متعدد الألوان وأحادي اللون. يُصنع القماش الدمشقي من مجموعة متنوعة من المواد مثل الحرير، الكتان، القطن، الصوف، أو الألياف الاصطناعية مثل الرايون. يعد القماش الدمشقي خيارًا رائعًا للتنجيد، الستائر، مفارش المائدة، وورق الجدران.
الدانتيل
الدانتيل هو نسيج رقيق يُصنع من خيوط منسوجة بشكل مفتوح باستخدام مجموعة من التقنيات. في البداية، كان الدانتيل يُصنع من الحرير والكتان، بينما يُصنع اليوم بشكل أساسي من الخيوط القطنية والمواد الصناعية. يُعتبر الدانتيل نسيجًا زخرفيًا يُستخدم لتسليط الضوء على السلع المنزلية وتجميلها. نظرًا للوقت والمهارة الكبيرة التي يتطلبها تصنيعه، يُعتبر الدانتيل عادةً قماشًا فاخرًا.
الجلود
أي نسيج مصنوع من جلد حيوان يُطلق عليه اسم “الجلد”، وتعتمد أنواع الجلود المختلفة على الحيوانات المستخدمة وطرق العناية بها. على الرغم من أن جلد البقر يشكل حوالي 65% من إجمالي الجلود المنتجة، إلا أنه يمكن صنع الجلود من أنواع مختلفة من الحيوانات، مثل التماسيح والراي اللساع. بناءً على نوع الحيوان، درجة الجلد، وطريقة معالجته، يمكن أن يختلف الجلد في مظهره وملمسه بشكل كبير. يُعتبر الجلد نسيجًا قويًا ومقاومًا للتجاعيد.
الكتان
يُشتق الكتان من نبات الكتان، وهو نسيج متين وخفيف الوزن، بشكل لا يصدَّق. تُصنع المناشف ومفارش المائدة وملاءات السرير غالباً من الكتان.
المودال
قماش المودال هو مادة شبه صناعية تُستخلص من لُب شجر الزان، ويُستخدم في صناعة مفروشات المنزل مثل ملاءات السرير والمناشف. يعد الرايون نسيجًا نباتيًا آخر وهو نوع من المودال، لكنه أكثر مرونة. للحصول على قوة إضافية، يُدمج المودال مع ألياف أخرى مثل القطن والإسباندكس. بفضل ملمسه الحريري وسعره المرتفع، يُعتبر المودال نسيجًا ممتازًا، وهو أغلى من القطن أو الفسكوز.
الأورجانزا
الأورجانزا هو نسيج رقيق وشفاف يُنسج بطريقة سادة، وكان في الأصل يُصنع من الحرير. اليوم، يمكن أيضًا استخدام الألياف الصناعية مثل البوليستر والنايلون لصناعة هذا القماش. بينما تتمتع المواد الصناعية بمرونة أكبر إلى حد ما، إلا أنها أكثر هشاشة وعُرضة للتمزق والتآكل. تتميز الأورجانزا بوجود فجوات بين خيوط السدى واللحمة في نمط النسج البسيط، وهي سمة واضحة في القماش. يتم تحديد جودة الأورجانزا بناءً على عدد الثقوب في البوصة؛ فكلما زاد العدد، كان القماش من درجة أعلى. وبفضل خصائصه اللامعة والشفافة والفاخرة، يُعتبر الأورجانزا مادة جذابة في الديكور.
البوليستر
البوليستر هو ألياف صناعية يتم إنتاجها بواسطة البشر باستخدام البتروكيماويات مثل الفحم والبترول. يُعرف نسيج البوليستر بقوته، لكنه في الوقت نفسه غير قابل للتنفس ولا يمتص السوائل بشكل فعال. تحظى مخاليط البوليستر بشعبية واسعة، حيث تساهم الألياف القوية في تقوية نسيج آخر، مع تحسين قابلية نفاذ الهواء للبوليستر في الوقت نفسه.
الساتان
نسيج الساتان يتميز بلمعان حريري على أحد الجانبين وسطح باهت على الجانب الآخر، مما يمنحه مظهرًا رائعًا مع ثنيات جميلة. يُستخدم الساتان بشكل شائع في صناعة الستائر، الوسائد، وأغطية السرير.
الحرير
الحرير معروف بلمعانه ونعومته، وهو نسيج يُستخلص من دودة القز. يُعد الحرير نسيجًا متينًا نسبيًا ويُعبر عن الفخامة والأنوثة والرقة. يُستخدم الحرير في صناعة بعض أقمشة الأثاث والأكسسوارات المنزلية، خاصةً الستائر، الوسائد، وأغطية الطاولات.
توال
توال دو جوي، الذي يُعرف أحيانًا ببساطة باسم “توال”، كان نوعًا خاصًا من الكتان المطبوع بزخارف رومانسية ريفية بلون واحد، غالبًا الأسود أو الأزرق أو الأحمر، على قماش غير مطلي. تطورت الكلمة الفرنسية “توال” لتشير أيضًا إلى التصميم الجمالي الأصلي لهذا القماش، الذي أصبح شائعًا في فرنسا خلال القرن الثامن عشر. يُستخدم قماش التوال في صناعة قطع الأثاث، أغطية النوافذ، والفراش، كما تُعد طبعات التوال شائعة أيضًا على الأكسسوارات الخزفية.
المخمل
مجلس مؤثث بكنب مخملي، مع وسائد واكسسوارات (الصورة من pexels)
المخمل هو نسيج فاخر وحريري يتميز بألياف كثيفة مقطوعة بشكل متساوٍ، لها وبر ناعم وتتمتع بثنيات رائعة ومظهر ناعم ولامع مميز. في البداية كان المخمل يُصنع من الحرير، لكن يمكن أيضًا تصنيعه من القطن، الكتان، الصوف، الموهير، والألياف الصناعية، مما يجعله خيارًا أقل تكلفة. يُعتبر قماش المخمل أو القطيفة من الركائز الأساسية في التصميم الداخلي، ويُستخدم بشكل شائع للتنجيد، الستائر، والوسائد.
الفيسكوز
بفضل تشابهه مع الحرير من حيث النعومة والثنيات، يُستخدم الفيسكوز، وهو شكل شبه صناعي من الرايون يتم تصنيعه من لُب الخشب، كبديل للأقمشة الباهظة الثمن. يُعتبر الفيسكوز مادة متعددة الاستخدامات، حيث يمكن استخدامها في السجاد والمفروشات المنزلية.