أثاث دمياط يعكس شغفًا عميقًا بالمهنة ويُظهر مهارة الحرفيين العالية في التصميم والتنفيذ.

تُسلّط السطور التالية الضوء على قصة أحمد محسن، خريج كلية التجارة، الذي اكتشف شغفه بصناعة الأثاث اليدوي ودفعه هذا الشغف لتعلم النجارة على يد حرفيي دمياط المهرة. أسس أحمد متجرًا في دمياط لتصنيع الأثاث حسب الطلب وتنفيذ التصاميم المعقدة، مع مواكبة أحدث الصيحات. رغم التحديات التي تواجه الصناعة اليدوية في دمياط، لا يمكن إنكار الدور الكبير للحرفيين في هذه المنطقة التي تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، في رفع شأن الحرفة وإكسابها سمعة عالمية. دمياط تُعدّ مركزًا رئيسيًا لصناعة الأثاث في مصر، حيث يخرج منها ثلثا الإنتاج المحلي من الأثاث الخشبي. كما يمكن العثور فيها على قطع أثاث كلاسيكية ومعاصرة تتماشى مع أحدث الاتجاهات في عالم المفروشات. وتجدر الإشارة إلى أن النجارة هي رحلة تعلم مستمرة، حيث يقدّم كل مشروع تحديات وفرصًا جديدة للنمو.

بلد صناعة الأثاث

بدأ أحمد محسن عبد الواحد مسيرته المهنية في سنٍ صغيرة، حيث عمل في العديد من المشاريع التي واجه فيها تحديات كبيرة قبل أن يبدأ في بيع ترابيزات التلفزيون الجاهزة عبر متجر إلكتروني أسّسه باسم “الورشة“. كانت ترابيزات التلفزيون تتكون من أربعة موديلات جاهزة، ورغم بساطتها، حقق مشروعه نجاحًا كبيرًا بفضل خبرته في التسويق، مما أدى إلى زيادة الطلبات بشكل ملحوظ. هذا النجاح شجعه علي متابعة حلمه في صناعة الأثاث.

عن دمياط، يقول أحمد إنها “بلد صناعة الأثاث، فالمدينة أشبه بـ”مصنع كبير يعجّ بـالحرفيين المهرة والمتخصّصين في كلّ جانب من جوانب الصنعة إلى حدّ أن تنفيذ تصميم واحد قد يتطلّب مشاركة المئات منهم”، مُضيفاً أن “دمياط تُصدّر قطع الأثاث لكل دول العالم، وأن هناك فضل لبعض المُعلّمين في ابتكار تصاميم محددة”.

في دمياط، تعلّم أحمد النجارة بكل تفاصيلها وأسرارها على أيدي الحرفيين ذوي الخبرة. كان متعاونًا مع الحرفيين القدامى، ومستمعًا جيدًا لطلبات العملاء وملاحظاتهم. استحوذت الخامات الخشبية وروائحها وألوانها وملامسها على اهتمامه، وسرعان ما أصبحت صناعة الأثاث مهنته وحياته.

شيوخ الصنعة في دمياط

مقعد فردي مريح

يصف أحمد مهنة صناعة الأثاث بأنها “ممتعة لمن يعشقها”، ويؤكد أن الشغف في تنفيذ القطع المختلفة هو ما يدفعه للعمل في هذا المجال، دون التركيز على الربح المادي بل على حب المهنة. يرفع شعار “شيوخ الصنعة” ويفخر بأن فريق عمله يضم أشخاصًا ذوي خبرة تمتد لأكثر من خمسين عامًا في مجال صناعة الأثاث، معترفًا بفضلهم في إنتاج أي موديل، مهما كان معقدًا أو جديدًا. ويؤكد أن “شيوخ الصنعة” هم أهل الخبرة الذين يتعلم منهم يومًا بعد يوم. كما لا ينسى أحمد دور مهندسي دمياط الذين يصممون نماذج أثاث فريدة لا مثيل لها عالميًا، مشيرًا إلى التجارب الطويلة التي قضاها في العمل على بعض القطع وتجربة خامات مختلفة لتحقيق الشكل النهائي المطلوب.

جانب من أريكة يظهر تفاصيل حرفية في التصميم

أثاث خشبي

حول الخامات الصلبة المستخدمة في صناعة الأثاث، عدّد أحمد أخشاب الزان الأحمر الروماني و”الإبلاكاش الثه” الروسي كأهم المواد التي يعتمد عليها. كما أشار إلى الاهتمام المتزايد في الأعوام الأخيرة بتصميم قطع الأثاث ذات المنحنيات بدلاً من الشكل المستقيم التقليدي، موضحًا أن هذا التحول ساهم بشكل كبير في تعزيز جمالية المنزل وإضفاء لمسة من الأناقة والحداثة على الديكورات.

أريكة مودرن

بالنسبة لألوان أقمشة تنجيد الكنب، أوضح أحمد أن “اللون الأبيض هو الأكثر طلبًا من العملاء”، لكنه أشار أيضًا إلى تزايد الإقبال على الألوان المبهجة في الآونة الأخيرة، مثل الأخضر والأحمر والأزرق، والتي تُستخدم بشكل رئيسي في القطع الكبيرة والرئيسية، وليس فقط في الملحقات الأصغر.

أريكة صغيرة مريحة وجذابة لناحية اللون

عن الكنب كبير الحجم، الذي أصبح شائعًا مؤخرًا في معارض المفروشات، قال أحمد إن “حجم الكنب العادي يتراوح طوله بين 2.20 مترًا، ولكن من دول الخليج، تصل طلبات لقطع كنب بطول 3 أمتار، وهو مثالي في مساحات القصور والفلل”. وأضاف أنه رغم جاذبية هذا الحجم في الأماكن الواسعة، “لا أنصح باستخدام هذه الموديلات في الشقق الصغيرة”.

أقرأ أيضا:  إيقاعات فنية تساهم في إثراء الموضة وتصميمات الهندسة الداخلية للمنازل